محكمة الخيانة العليا في مصر
لقد رأيت في حفل اغتصاب مصر مشهداً عجيباً، وذلك في المجمع الكهنوتي للفساد في مصر والمسمى زوراً وبهتاناً ( المحكمة الدستورية العليا ) رأيت أقطاب معبد التدليس والتزوير وقد كشفوا بوضوح عن الوجه القبيح، الذي أدار وبحقد الثورة المضادة مع خونة العسكر وفلول الفساد
رأيت كيف تترست تلك المحكمة أمام انطلاقة الشعب لتعوق استقراره، وتغير مسار نجاحه، وتغلق عليه أبواب النهوض ومسالك الريادة، فعطلت زوراً وبهتاناً مجلس الشعب المنتخب مع أنهم ساهموا في صنع قانونه قبل الانتخاب مع منظومة العسكر : عطلوه بقضية ملفقة لا علاقة لها بدستور أو قانون ! رأيتهم كيف عرقلوا الرئيس المنتخب بتعطيل قراراته الدستورية ليعطوا كامل الفرصة للمفسدين والمجرمين لينقلبوا على إرادة الشعب!! رأيتهم كيف عطلوا إصدار قانون الحقوق السياسية مراراً كي يعرقلوا تقدم الثورة ويعطلوا نجاح الرئيس المنتخب : رأيتهم كيف
ساهموا في الإعداد للانقلاب، ورشحوا رئيس معبدهم لحراسة كرسي الرئيس المختطف حتى يأتوا بالسفاح بعد سنة ليقسم أمام الخونة أنه ليس وحده الخائن وعطلوا الدستور الذي أختاره الشعب المصري بغالبية رائعة، ومشاركة مذهلة، شهد لها القاصي والداني : رأيتهم وقد أخرس الله ألسنتهم حينما رسم السفاح قاطعة الطريق ليسير بالبلاد إلى الدمار والخراب ! رأيتهم وقد أصدر "المؤقت" أخطر القوانين المخالفة لكل دساتير العالم وقوانينه، والمقيدة لحريات الشعب وكرامته، ومع ذلك استمروا في مسلسل الخيانة للشعب القابع تحت أنقاض القضاء اللعين!! رأيتهم
وقد باركوا انتحار منظومة العدالة يوم قاموا بإدارة الأحكام العبثية، والإعدامات الهمجية، والممارسات القمعية، والهجمات البربرية، حتى صار القضاء المصري أضحوكة العالم بأسره!!رأيتهم يمدحون في ثورة يناير المجيدة ويلعنون طغيان المخلوع مبارك مع أنهم بأسمائهم ومناصبهم ما أجلسهم هذا المجلس إلا مبارك !! وهم من زوروا الدستور ليتناسب مع مقاس حذاء أبناء مبارك وحفدته، وهم من باركوا تزوير الانتخابات وانتهاك الحريات على مدار ثلاثين سنة رأيتهم وقد بدت البغضاء من أفواههم فقال كبيرهم : إنها ثورة على الثورة .. وما تخفي دوواين
باطلهم وأدراج مكاتبهم وأرقام حساباتهم أكبر!! لذا كان واجباً على كل حر في مصر أن يدرك أن المؤامرة كانت على الجميع متقنة، وأن الكيد كان للجميع مُعدا. فما ينبغي أن ننشغل باتهامات جانبية، أو اختلافات أيدلوجية، أو نزاعات سياسية ، وإنما واجب كل حر أن يصطف إلى الأحرار في الميادين، وأن يسارع إلى بسط اليد متعاونا مع كل الصادقين، لنحرر وطننا من تلك الثلة العفنة، وتلك النفايات البشرية التي تجردت من كل معاني الوطنية والإنسانية فرضيت لنفسها
أن تعيش على أنقاض الوطن !! واجبنا أن نتنادى بكل قوة نملكها، وبكل فكرة نبدعها، وبكل محبة لوطننا، وأمل في مستقبل نظيف تعود فيه مصر إلى أهلها ،وتتطهر من رجس الماكرين، وسموم الحاقدين، فهل من مبايع بلا شروط ، وهل من منطلق بلا تردد؟ فمن أراد الله به خيراً استعمله في الخير، ومن أراد به سوءا خذله وأقعده. فلا تحسبن الشر منتصراً وإن طالت به الأيام، ولا تحسبن الخير منكسراً وإن تناوشته رماح المبطلين :: الأستاذ بجامعة الأزهر والأمين العام لرابطة علماء أهل السنة